القائمة الرئيسية

الصفحات

إسحاق كريميو


إسحاق كريميو (Isaac Moise Cremieux) وعرف كذل كباسم "أدولف كريميو" Adolphe Crémieux (و.30 أبريل 1796 - 10 فبراير 1880) هو وزير العدل الفرنسي في 1870 من أصل يهودي.
وُلد إسحاق مويزه كريميو فعائلة يهودية ثرية في مدينة نيمز. تلقى تعليمه العلماني في مدارس الليسيه الإمبراطورية حيث كان من أوائل الطلبة اليهود الدارسين بها، ثم درس القانون بعد ذلك، وأصبح خلال فترة دراسته من أشد المعجبين بنابليون. تزوج فتاة من عائلة "سيلني" اليهودية عام 1824. اشتغل عام 1817 بالمحاماة واكتسب سمعة طيبة في هذا المجال بفضل مهارته القانونية، وكان من أشد المؤيدين لقضايا الليبرالية حيث ترافع في عديد من المحاكمات السياسية أثناء فترة عودة الملكية.
وبعد قيام ثورة عام 1830، انتقل إلى باريس حيث تعاون مع العناصر الليبرالية في نشاطها المعادي لحكم الملك لويس فيليب وطالب بحرية الصحافة. وفي الفترة بين عامي 1842 و 1846 انتُخب نائباً في البرلمان الفرنسي حيث كان من قادة المعارضة. واشترك في ثورة 1848 ، وتولى منصب وزير العدل في الحكومة الجديدة لعدة أشهر حيث عمل على إدخال عدة إصلاحات من أهمها:
  • إلغاء نظام الرق في المستعمرات الفرنسية.
  • إلغاء عقوبة الإعدام في القضايا السياسية.
ودخل البرلمان مرة أخرى خلال الجمهورية الثانية وظل نائباً حتى عام 1852، ثم ابتعد عن الحياة السياسية في فرنسا منذ ذلك العام نظراً لخلافه مع إدارة لويس نابليون، وبقي كذلك حتى عام 1869 حينما دخل البرلمان مرة أخرى ممثلاً قسم دروم بجنوب شرق فرنسا.
ثم اصبح عضواً في حكومة الدفاع الوطني، التي حلت محل حكم لويس نابليون بعد هزيمته العسكرية في العام نفسه، وذلك من 4 سبتمبر 1870 إلى 17 فبراير 1871, كوزير للعدل. وفي هذا المنصب وبينما كانت باريس يحاصرها جيشان ألمانيان - قام كريميو بتمرير ست قرارات، في توقيت يـُلام عليه، لتنظيم الحياة في الجزائر، وتتضمن:
  • قرار ينهي الحكم العسكري للجزائر.
  • قرار يحظر تعدد الزوجات على يهود الجزائر.
  • قرار 24 اكتوبر / 7 نوفمبر 1870, ويسمى "قرار كريميو" الذي يمنح الجنسية الفرنسية تلقائياً لخمسة وثلاثين ألف (35,000) يهودي في الجزائر، قائلاً: "يـُعلـَن أن أفراد الطائفة الإسرائيلية المحلية في أقسام الجزائر هم مواطنون فرنسيون; وبالتالي فوضعهم الفعلي ووضعهم الشخصي سيكونا كذلك, بمجرد تطبيق هذا القرار, ويحكمهم القانون الفرنسي. وكل القوانين والقرارت والتنظيمات أو الأوامر السابقة تصبح لاغية. "
  • قرار 25 نوفمبر 1870، لإصلاح استخدام عقوبة الإعدام (إزالة échaffaud) وتنظيم ومعيـَرة مهام مـُنـَفـِّذ عقوبة الإعدام (وإلغاء المهام (غير المعيارية) لمنفذي الإعدام الإقليميين، أي إلغاء سلطات الإعدام الإستثائية في بعض الأقاليم).
كما انتُخب كريمييه عام 1871 نائباً ممثلاً للجزائر، ثم انتُخب عام 1875 عضواً لمجلس الشيوخ مدى الحياة.
وظل كريمييه مهتماً بالقضايا الخاصة بالجماعات اليهودية سواء في فرنسا أو خارجها، فعمل منذ عام 1827 على إلغاء القَسَم اليهودي في فرنسا (الذي ألغي بالفعل عام 1846)>
وفي عام 1840، سافر إلى سوريا ومصر، بصحبة السفير البريطاني موزس مونتفيوره، للقاء محمد علي باشا, لضمان حماية بعض اليهود في دمشق بعد حادثة دمشق. الحادثة نشبت إثر اختفاء الأب اليسوعي توماس، ومرافقه المسلم "ابراهيم" في الحي اليهودي في دمشق، وانتشار اتهامات بأن بعض اليهود قضوا عليهم فيما سمي ب"القتل الشعائري".
واشترك عام 1866 في الدفاع عن بعض اليهود المتهمين في قضية قتل في روسيا، كما اهتم بالقضايا الخاصة بحقوق يهود رومانيا، وعمل من خلال مؤتمر برلين عام 1878 على دعم قضية إعتاق يهود دول البلقان. وقد اختير كريمييه عام 1863 رئيساً للأليانس إسرائيليت يونيفرسل، وعمل بها حتى عام 1866 ، ثم مرة أخرى من عام 1868 وحتى وفاته. كما أصدر كريمييه عام 1870، عندما كان وزيراً للعدل، قانون كريمييه الذي منح الجنسية الفرنسية لأعضاء الجماعة اليهودية في الجزائر.
ورغم اهتمام كريمييه بالقضايا اليهودية، إلا أن هذا الاهتمام كان مرتبطاً في المقام الأول بمصالح الدولة الفرنسية. والواقع أن منحه الجنسية الفرنسية ليهود الجزائر، والذي اعتُبر من نجاحاته الكبرى في مجال القضايا اليهودية، كان إجراءً يهدف إلى تحويل يهود الجزائر إلى جماعة وظيفية استيطانية تزيد الكثافة السكانية الفرنسية، ومن ثم تخدم مصالح الاستعمار الفرنسي في الجزائر. كما أن نشاط الأليانس إسرائيليت، التي تولى رئاستها، كان يهدف أيضاً إلى صبغ أعضاء الجماعات اليهودية في العالم الإسلامي بصفة عامة، ودول المغرب العربي بصفة خاصة، بالثقافة الفرنسية وتحويلهم إلى جماعات وظيفية وسيطة تعمل في مؤسسات الاحتلال الفرنسي وتدين له بالولاء وتخدم مصالحه في المنطقة. ومن الجدير بالذكر أن كريمييه اضطر عام 1845 إلى التخلي عن منصبه كرئيس للمجلس الكَنْسي المركزي اليهودي في باريس بعد أن تبيَّن أنه سمح لزوجته بتنصير أبنائهما. وكان كريميو نشطاً في الحركة الماسونية في فرنسا وكان من أبرز قياداتها.
وفاته
توفي كريميو في باريس عام 1880، ودُفِن في مقبرة مونپرناس.
تكريمه
اُطلِق اسم كريميو على شارع في حي المستعمرة الألمانية بالقدس، حيث يلحق اسمه لقب "بطل اليهود الفرنسيين".[1]